أبو نواس الشاعر الحسن ابن هانئ ولد في العصر العباسي الذهبي واقترن إسمه وأشعاره بالخمرة، فلم يمتاز شعره بالمدح أو الهجاء، وإنما كان شاعر الخمر الشهير في الأدب العربي، وهو مؤسس هذا الاتجاه من الشعر الذي يعرف باسمه الخمريات استطاع شعره أن يجسد الطاقة الإبداعية والروحية بنظرة عميقة عن الوجود والحياة، وذلك حيث كانت خمرياته مرآة يرى من خلالها تحولات العالم من حوله، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن اقوال ابو نواس.
محتويات المقال
اقوال ابو نواس
أبو نواس عاش معظم حياته معتمدا على الخمر، حيث إنه اشتهر بشعره المخمور وأسلوبه الرائع في الغزل والمدح ومن أشهر اقوال ابو نواس ما يلي:
- “إنما يفتضح العاشق في وقت الرحيل”
- “دع المساجد للــعباد تسكنها***وطف بنا حول خمار ليسقينا
- ما قال ربك ويل للذين سكروا***ولكن قال ويل للمـصلينا”
- “لا تحْظُر العفوَ إن كنتَ امرأ حَرجاً … فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ”
- “اِلهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ اَهلاً وَ لاَ اَقْوَي عَلَي النَّارِ الْجَحِيْمِ فَهَبْ لِي تَوْبَةً وَ اغْفِرْ ذُنُوْبِي فَاِنَّكَ غَافِرُ الذَنْبِ الْعَظِيْمِ وَ عَامِّلْنِي مُعامَلةً الْكَرِيْمِ وَ ثَبِّتْنِي عَلَي النَّهْج الْقَوِيْمِ”
- “وما الناس الا هالك ابن هالك وذو نسب في الهالكين عريق ؟”
- “فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفةً … حَفِظْتَ شَيئاً، وغابَتْ عنك أشياءُ”
- “ولا تحسبوا رقصى طربا فالطير يرقص مذبوحا من الألم”
- “بكَ أستجيرُ من الرّدَى ،وأعوذُ من سطَوَاتِ باسِكْ وحـيَــاة ِ رأسِـكَ لا أعُــودُ لمثلِها، وحياة ِ رَاسِكْ مَنْ ذا يكونُ أبا نُوَاسِـكَ إنْ قـتـلـتَ أبـا نــواسِــكْ !؟”
- “أخي مابال قلبك ليس ينقى كأنك لا تظن الموت حقّا ألا يا بن الذين فنوا وبادوا أما والله ما ذهبوا لتبقى”
- “فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفةً حفِظْتَ شَيئًا ، وغابَتْ عنكَ أشياءُ”
- “إني لفي شغلٍ عن العاذلينْ بالراح والريحانِ والياسمينْ”
- “وقد قرأت كتاباً من صحائفكم … لا يرحم الله إلا راحم الناس”
- “واجسر فما نال الذي يهواه إلا من جسر”
تعرف على: اقتباسات محمود درويش
أقوال أبو نواس عن الخمر
لقَدْ طالَ في رَسْمِ الدّيارِ بُكائي
و قد طالَ تَردادي بها وعَنائي
كأنّي مُريغٌ في الدّيار طَريدة ً ،
أرَاها أمَامي مَرّة ً، وَوَرائي
فلَمّا بَدا لي اليأسُ عَدّيْتُ ناقَتي
عن الدّار، واستوْلى عليّ عَزائي
إلى بيتِ حانٍ لا تهرّ كلابُهُ
عَليّ، وَلا يُنكِرْنَ طُولَ ثَوَائي
فإنْ تكن الصّهباءُ أوْدَتْ بتالِدي .
فلم توقِني أُكْرُومَتي وحيائي
فما رِمتهُ حتى أتى دون ما حَوتْ
يَمينيَ حتّى رَيْطَتي وَحِذائي
وَكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شرِبْتُها،
على قُبْلة ٍ أو موْعدٍ بلِقائي
أتتْ دونها الأيامُ . حتى كأنّها
تَساقُطُ نُورٍ مِنْ فُتُوقِ سَمَاءِ
ترى ضوْءها من ظاهرِ الكأسِ ساطعاً
عليكَ، وَإنْ غَطّيْتَها بغطاءِ
تباركَ من ساسَ الأُمورَ بعلمه.
و فضّلَ هاروناً على الخلفــاءِ
نعيشُ بخَيرٍ ما انْطَوَيْنا على التّقَى ،
و ما ساسَ دنيانا أبو الأُمناءِ
إمامٌ يخافُ اللهَ. حتّى كأنّهُ
يُؤمّلُ رُؤْياهُ صَباحَ مَساءِ
أشَمُّ، طُوَالُ السّاعدينِ. كأنّما
يُناطُ نِجاداَ سيْفِهِ بلواءِ
قد يهمك: اقتباسات عزة النفس
أقوال أبو نواس في الحب
- “أَضرَمتَ نارَ الحُبِّ في قَلبي
ثُمَّ تَبَرَّأتَ مِنَ الذَنبِ
حَتّى إِذا لَجَّجتُ بَحرَ الهَوى
وَطَمَّتِ الأَمواجِ في قَلبي
أَفشَيتُ سِرّي وَتَناسيتَني
ما هاكَذا الإِنصافُ يا حِبّي
هَبنِيَ لا أَسطيعُ دَفعَ الهَوى
عَنّي أَما تَخشى مِنَ الرَبِّ” - “إِنّي صَرَفتُ الهَوى إِلى قَمَرٍ
لا يَتَحَدّى العُيونَ بِالنَظَرِ
إِذا تَأَمَّلتَهُ تَعاظَمَكَ ال
إِقرارُ في أَنَّهُ مِنَ البَشَرِ
ثُمَّ يَعودُ الإِنكارُ مَعرِفَةً
مِنكَ إِذا قِستَهُ إِلى الصُوَرِ
مُباحَةٌ ساحَةُ القُلوبِ لَهُ
يَأخُذُ مِنها أَطايِبَ الثَمَرِ” - “لما جفاني الحبيب وامتنعت
عني الرسالات منه والخبر
اشتد شوقي فـكاد يقتلني
ذكر حبيبي والهم والفكر
دعوت إبليس ثم قلت له
في خلوة والدموع تنهمر
أما تـرى كيـف قد بليت وقد
أقرح جفني البكاء والسهر
إن أنت لم تلق لي المودةَ في
صدر حبيبي وأنت مقتدر
لا قلت شعرا ولا سمعت غنا
ولا جرى في مفاصلي السكر
ولا أزال القرآن أدرسه
أروح فـي درسه وأبتكر
وألزم الصوم والصلاة ولا
أزال دهري بالخير آتم
فما مضت بعـد ذاك ثالثة
حتى أتاني الحـبيب يـعتـذر” - “حامِلُ الهَوى تَعِبُ
يَستَخِفُّهُ الطَرَبُ
إِن بَكى يُحَقُّ لَهُ
لَيسَ ما بِهِ لَعِبُ
تَضحَكينَ لاهِيَةً
وَالمُحِبُّ يَنتَحِبُ
تَعجَبينَ مِن سَقَمي
صِحَّتي هِيَ العَجَبُ
كُلَّما اِنقَضى سَبَبٌ
مِنكِ عادَ لي سَبَبُ” - “ومشتعل الخدين يسحر طرفه
له سمة يحكي بها سمة البدر
إذا ما مشى يهتز من دون نحره
وَأَعطافِهِ مِنهُ إِلى مُنتَهى الخَصرِ
وليست خطاه حين يزهى بردفه
إذا ما مشى في الأرض أثر من فتر
دعوت له بالليل صاحب حانة
بمنتقص الأطراف منخسف الظهر
فجاء به في الليل سحبا كأنما
يجر قتيلا أو نشيرا من القبر
فقرب من نحو الأباريق خده
وقهقه مسرورا من القرقف الخمر
فصب فأبدت ثم شجت فكتبت
ثمان من الواوات يضحكتن في سطر
فقلت لها يا خمر كم لك حجة
فقالت سكنت الدن ردحا من الدهر
فقلت لها كسرى حواك فعبست
وقالت لقد قصرت في قلة الصبر
سمعت بذي القرنين قبل خروجه
وأدركت موسى قبل صاحبه الخضر
ولو أنني خلدت فيه سكنته
إلى أن ينادي هاتف االله بالحشر
فبتنا على خير العقار عوابسا
وإبليس يحدونا بألوية السكر”
نكات أبو نواس
صار جدا ما مزحت به … ربَّ جد جرَّه اللعب
مقولة أبو نواس عند موته
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ
فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً
فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا
وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ
اطلع على: اقتباسات شكسبير
أبيات أبو نواس في التوبة
“ذُنُوْبِي مِثْلُ اَعْدَادِ الرِّمَالِ فَهَبْ لِي تَوْبَةً يَا ذَاالْجَلالِ
وَ عُمْرِي نَاقِصٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ ذَنْبِي زَائِدٌ كَيْفَ احْتِمَالِي
اِلهِي عبْدُكَ الْعَاصِي اٰتَاك مُقِرًّا بِالذُّنُوْبِ وَ قَدْ دَ عَاكَ
اِنْ تَغْفِرْ وَ اَنْتَ لِذاكَ اَهْلٌ وَ ِانْ تَتْرُدْ فَمَنْ نَرْجُو سِواكَ”
انظر إلى: اقتباسات لا بأس
أجمل ما قال أبو نواس؟
من أنت في طاعته ليلك ونهارك، يعني إبليس! فإن لم يقض لك هذه الحاجة فما ينبغي لك أن تسأله مسألة ولا أن تقر عينه بمعصية، فقال: هو أسدُّ لرأيه من أن يخل بي أو يخذلني. وانقضى مجلسنا ذلك، فلما كان بعد أيام اجتمعنا في ذلك الموضع وأخذنا في أحاديثنا، فضحك أبو نواس.
اقرأ أيضا: مقولة عمر بن الخطاب
اجمل ما قيل في الخمر أبو نواس؟
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ
ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة ٍ،
فإن طال هذا عندَهُ قَـصُــرَ الـدهــرُ
و ماالغَبْنُ إلاّ أن تـرَانيَ صـاحِـيا
و ما الغُنْـمُ إلا أن يُتَـعْـتعني الســكْرُ
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ، ودعني من الكنى
فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِتْر
ولا خيرَ في فتكٍ بدونِ مجانــة ؛
ولا في مجونٍ ليس يتبعُه كفرُ
بكلّ أخي فتكٍ كأنّ جبينَه
هِلالٌ، وقد حَفّتْ به الأنجمُ الزُّهرُ
و خَمّـارَة ٍ نَبّهْتُـها بعد هـجْعـَـة ٍ ،
و قد غـابت الجوزاءُ ، وارتفعَ النّسـرُ
فقالت: من الطُّرّاق ؟ قلنا : عصابة
خفافُ الأداوَى يُبْتَغَى لهُم خمرُ
ولا بدّ أن يزنوا، فقالت: أو الفِدا
بأبْلَجَ كالدّينَارِ في طرفهِ فَتْرُ
فقلنا لها: هاتِيهِ، ما إن لمِثْلِنا
فديناك بالأهْـلينَ عن مثل ذا صَبــرُ
فجـاءَتْ بهِ كـالبَدْرِ ليلَة َ تـمّــهِ ،
تخالُ به سحراً، وليس به سحْرُ
فقُمنـا إليه واحداً بعدَ واحِـدٍ،
فكـان بهِ من صَـومِ غُـربتنـا الفِــطــرُ
فبِتنا يرانا الله شَرَّ عِصابة ٍ،
نُجَرّرُ أذْيالَ الفُسوقِ ولا فَخْرُ
تعرف على: أقوال محمود درويش
من أجمل قصائد أبو نواس؟
دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ
وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ
صَفراءُ لا تَنزَلُ الأَحزانُ ساحَتَها
لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ
مِن كَفِّ ذاتِ حِرٍ في زِيِّ ذي ذَكَرٍ
لَها مُحِبّانِ لوطِيٌّ وَزَنّاءُ
قامَت بِإِبريقِها وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ
فَلاحَ مِن وَجهِها في البَيتِ لَألَاءُ
فَأَرسَلَت مِن فَمِ الإِبريقِ صافِيَةً
كَأَنَّما أَخذُها بِالعَينِ إِغفاءُ
رَقَّت عَنِ الماءِ حَتّى ما يُلائِمُها
لَطافَةً وَجَفا عَن شَكلِها الماءُ
فَلَو مَزَجتَ بِها نوراً لَمازَجَها
حَتّى تَوَلَّدُ أَنوارٌ وَأَضواءُ
دارَت عَلى فِتيَةٍ دانَ الزَمانُ لَهُم
فَما يُصيبُهُمُ إِلّا بِما شاؤوا
لِتِلكَ أَبكي وَلا أَبكي لِمَنزِلَةٍ
كانَت تَحُلُّ بِها هِندٌ وَأَسماءُ
حاشا لِدُرَّةَ أَن تُبنى الخِيامُ لَها
وَأَن تَروحَ عَلَيها الإِبلُ وَالشاءُ
فَقُل لِمَن يَدَّعي في العِلمِ فَلسَفَةً
حَفِظتَ شَيئاً وَغابَت عَنكَ أَشياءُ
لا تَحظُرِ العَفوَ إِن كُنتَ اِمرَأً حَرِجاً
فَإِنَّ حَظرَكَهُ في الدينِ إِزراءُ
قد يهمك: أقوال علي بن أبي طالب عن الأخلاق
كيف تغزل أبو نواس الخمرة؟
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ
وَتُبلي عَهدَ جِدَّتِها الخُطوبُ
وخَلّ لِراكِبِ الوَجْناءِ أرْضاً
تَخُبُّ بها النَّجيبة ُ والنّجيبُ
بلادٌ نَبْتُها عُشَرٌ وطَلْحٌ،
وأكثرُ صيْدِها ضَبُعٌ وذيبُ
و لا تأخُذْ عن الأعرابِ لهْواً،
ولا عيْشاً فعيشُهُمُ جَديبُ
دَعِ الألبانَ يشْرَبُها رِجالٌ،
رقيقُ العيشِ بينهُم غريبُ
إذا رابَ الْحَلِيبُ فبُلْ عليهِ،
و لا تُحرَجْ فما في ذاك حُوبُ
فأطْيَبُ منْه صَافِية ٌ شَمُولٌ،
يطوفُ بكأسها ساقٍ أديبُ
يسْعى بها ، مثل قرنِ الشَّمس، ذو كفلٍ
يشْفي الضَّجيعَ بذي ظَلْمِ وتَشْنيبِ
أقامَتْ حِقْبَة ً في قَعْرِ دَنٍّ،
تفورُ، وما يُحَسُّ لها لهيبُ
كأنّ هديرَها في الدّنّ يَحْكي
قِرَاة َ القَسّ قابلَهُ الصّليبُ
تَمُدُّ بها إليكَ يدَا غُلامٍ
أغَنّ ، كأنّهُ رَشأٌ رَبيبُ
غذّتهُ صنْعة ُ الدّاياتِ حتّى ،
زَها، فَزَهَا به دَلٌّ وطيبُ
يَجُرُّ لكَ العِنانَ ، إذا حَساها ،
و يفتحُ عقد تكّته الدّبيبُ
و إن جَمّشْتهُ خَلَبَتْكَ منهُ
طَرَائِفُ تُسْتَخَفّ لَها القُلوبُ
ينوءُ برِدْفهِ، فإذا تمشّى
تَثَنّى ، في غَلائِلِهِ، قَضِيبُ
يكادُ من الدّلالِ، إذا تَثَنّى
عليْكَ ، ومن تساقطهِ، يذوبُ
و أحمقَ من مُغيّبة ٍ تـراءى
إذا ما اخْتانَ لَحْظَتَها مرِيبُ
أعاذِلَتي اقْصُري عن بعْضِ لوْمي،
فراجي توبتي عندي يخيبُ
تَعيّبين الذّنوبَ، وأيّ حُرٍّ،
مِن الفِتيانِ، ليسَ لَهُ ذنوبُ
فهذا العيشُ لا خِيمُ البوادي ،
و هذا العيشُ لا اللبن الحليبُ
فأيْنَ البدْوُ من إيوان كِسْرَى ،
وأيْنَ منَ المَيادينِ الزُّرُوبُ؟
غرِرْتِ بتوبتي ، ولججْتِ فيها ،
فشُقّي اليومَ جيبَكِ لا أتوبُ
اطلع على: أقوال عمر بن الخطاب عن القلوب
اترك تعليقاً