في زمن تتزاحم فيه الأصوات وتتعدد فيه الرؤى، تظل أقوال وحكم الشعراوي منارات هادئة تهدي القلوب والعقول إلى عمق الفهم وجمال الإيمان. فقد امتزج في كلماته صفاء العقيدة ببلاغة التعبير، فخرجت حكم الشعراوي تحمل في طياتها نور الحكمة وروح التفسير. في هذا المقال، نسلط الضوء على باقة مختارة من أروع كلام حكم قصير، لتكون زادًا للفكر وبصيرة للروح. رحلة نتأمل فيها معاني سامية تنبع من مدرسة فكرية وروحية لا يشبهها سواها.
ترى بإيمانك ما تعجز عينك عن أن تراه.. هذه هي الرؤية الإيمانية، وهي أصدق من رؤية العين.. لأن العين قد تخدع صاحبها ولكن القلب المؤمن لا يخدع صاحبه أبداً.
إن عدم قدرتنا على رؤية أي شيء لا يعني أنه غير موجود.
يحرر الله المؤمن من ذل الدنيا بالاستعانة بالحي الذي لا يموت.
أخطر من فعل الحرام أن يحرمك الله نعمة الإحساس بمرارته.
القرآن الكريم كلام الله المعجَز وُضِع فيه ما يثبت صدق الرسالة ليوم الدين.
في الإيمان هناك ما يمكن فهمه وما لا يمكن فهمه… فتحريم أكل لحم الخنزير أو شرب الخمر لا ننتظر حتى نعرف حكمته لنمتنع عنه، ولكننا نمتنع عنه بإيمان أنه ما دام الله قد حرمه فقد أصبح حراماً.
اللهم إنّي أحمدك على كل قضائك وجميع قدرك.
الحياة الدنيا مهما طالت فهي قصيرة ومهما أعطت فهو قليل.
الدنيا مهما طالت ستنتهي، والعاقل هو الذي يضحي بالمؤقت لينال الخالدة.
العين قد تخدع صاحبها، ولكن القلب المؤمن لا يخدع صاحبه أبداً.
أقل الصالحات هو أن يترك الصالح على صلاحه أو يزيده صلاحاً.
أهل الصفاء هم أهل العطاء.. وعلى قدر صفائهم يأتي هذا العطاء.
الصلاة استحضار العبد وقفته بين يدي ربه.
الضال هو من تاه في الدنيا فأصبح ولياً للشيطان وابتعد عن طريق الله المستقيم.. أما المُضل فهو من لم يكتف بأنه ابتعد عن منهج الله وسار في الحياة على غير هدى.. بل يحاول أن يأخذ غيره إلى الضلالة.. يغري الناس بالكفر وعدم اتباع المنهج والبعد عن طريق الله.
بيّن الحق سبحانه وتعالى أن الذين يلتفتون إلى الدنيا وحدها، هم كالأنعام التي تأكل وتشرب، بل إن الأنعام أفضل منهم، لأن الأنعام تقوم بمهمتها في الحياة، بينما هم لا يقومون بمهمة العبادة.
إنّ الإنسان المؤمن لا يخاف الغد، وكيف يخافه والله رب العالمين؟
قمة الغيب هي الإيمان بالله سبحانه وتعالى.. والإيمان بملائكته وكتبه ورسله والإيمان باليوم الآخر.. كل هذه أمور غيبية، وحينما يُخبرنا الله تبارك وتعالى عن ملائكته ونحن لا نراهم.. نقول ما دام الله قد أخبرنا بهم فنحن نؤمن بوجودهم.. وإذا أخبرنا الحق سبحانه وتعالى عن اليوم الآخر.. فما دام الله قد أخبرنا فنحن نؤمن باليوم الآخر.. لأن الذي أخبرنا به هو الله جل جلاله.
جميل أن تزرع وردة في كل بستان، ولكن الأجمل أن تزرع ذكر الله على كل لسان.
إنّ الحياة أهم من أن تنسى، ولكنها أتفه من أن تكون غاية.
كلما تأملنا في القرآن وفي أسلوبه، وجدنا أنه بحق لا ريب فيه، لأنه لا أحد يستطيع أن يأتي بآية، فما بالك بالقرآن. فهذا الكتاب ارتفع فوق كل الكتب، وفوق مدارك البشر، يوضح آيات الكون، وآيات المنهج، وله في كل عصر معجزات.
حينما ترى المجرم يُحاكَم لا تنظر إليه وتشفق عليه؛ بل انظر إلى جريمته.
ويكفيك عِــزّاً وكرامة أنك إذا أردت مقابلة سيدك أن يكون الأمر بيدك .. فما عليك إلا أن تتوضأ وتنوي المقابلة قائلا: الله أكبــر….. فتكون في معية الله عز وجل في لقاء تحدد أنت مكانه وموعده ومدته.. وتختار أنت موضوع المقابلة.. وتظل في حضرة ربك إلى أن تنهي المقابلة متى أردت..! فما بالك لو حاولت لقاء عظيم من عظماء الدنيا؟! وكم أنت ملاقٍ من المشقة والعنت؟! وكم دونه من الحُجّاب والحراس؟! ثم بعد ذلك ليس لك أن تختار لا الزمان والمكان ولا الموضوع ولا غيره..!
القرآن يعطينا قيم الحياة، التي بدونها تصبح الدنيا كلها لا قيمة لها، لأن الدنيا امتحان أو اختبار لحياة قادمة في الآخرة، فإذا لم تأخذها بمهمتها في أنها الطريق الذي يوصلك إلى الجنة، أهدرت قيمتها تماماً ولم تعد الدنيا تعطيك شيئاً إلا العذاب في الآخرة.
عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قول الله سبحانه: حسبنا الله ونعم الوكيل.
إنّ المال عبد مخلص، ولكنه سيد رديء.
الظالم حين يظلم لا يأخذ حق غيره فقط، بل يغري غيره من الأقوياء على أخذ حقوق الضعفاء وظلمهم، وإذا انتشر الظلم في مجتمفي الدعوة الإسلامية لا بدّ أن يكون العلماء قدوة لينصلح أمر الناس.
العبد المؤمن لا بدّ أن يوجه حركة حياته إلى عمل نافع يتسع له ولمن لا يقدر.
أحب أيها العبد المؤمن من شئت وأبغض من شئت، لكن لا تجعل هذا الحب يقود قالبك لتعطي من تحب خير غيره ظلماً، وأبغض أيها العبد من شئت فلا يستطيع مقنن أن يقنن للقلب ما يحب أو يكره، لكن بغضك لا تعديه إلى جوارحك لتظلم به من تبغض.
لو لَم يوجد يوم للحساب، لنجا الذي ملأ الدنيا شروراً دون أن يجازى على ما فعل.. ولكان الذي التزم بالتكليف والعبادة وحرم نفسه من متع دنيوية كثيرة إرضاء لله قد شقي في الحياة الدنيا.
عطاء الله سبحانه وتعالى يستوجب الحمد، ومنعه العطاء يستوجب الحمد.
إنّ الدين كلمة تُقال وسلوك، فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك ضاعت الدعوة.
لا تستخدم فمك إلّا بشيئين فقط: الصمت والابتسامة، الابتسامة لحل المشكلات والصمت لتجاوزها.
كن عظيماً ودوداً قبل أن تكون عِظاماً ودوداً.
إذا راعيت معروف غيرك فاعلم أنّك للوفاء خليل.
ما تنفق سنوات في بنائه قد ينهار بين عشية وضحاها، ابنِ على أية حال.
القرآن هو الكتاب الجامع لكل أحكام السماء، منذ بداية الرسالات حتى يوم القيامة.
إياك أن ترد الأمر على الله سبحانه وتعالى !! فإذا كنت لا تصلي، فلا تقل وما فائدة الصلاة، وإذا لم تكن تزكي، فلا تقل تشريع الزكاة ظلم للقادرين، وإذا كنت لا تطبق شرع الله، فلا تقل أن هذه الشريعة لم تعد تناسب العصر الحديث، فإنك بذلك تكون قد كفرت والعياذ بالله! ولكن قل يا ربي إن فرض الصلاة حق، وفرض الزكاة حق وتطبيق الشريعة حق، ولكنني لا أقدر على نفسي فارحم ضعفي يا رب العالمين، إن فعلت ذلك، تكن عاصيا فقط.
النعمة لا يمكن أن تستمر مع الكفر بها.
القرآن يعطينا قيم الحياة التي دونها تصبح الدنيا كلها لا قيمة لهاالمؤمن لا يطلب الدنيا أبداً.. لماذا؟.. لأن الحياة الحقيقية للإنسان في الآخرة. فيها الحياة الأبدية والنعيم الذي لا يفارقك ولا تفارقه. فالمؤمن لا يطلب مثلاً أن يرزقه الله مالاً كثيراً ولا أن يمتلك عمارة مثلاً.. لأنه يعلم أن كل هذا وقتي وزائلة.. ولكنه يطلب ما ينجيه من النار ويوصله إلى الجنة.
الكتاب نزل ليؤكد لنا، أن الله واحد أحد، لا شريك له، وأن القرآن يشتمل على كل ما تضمنته الشرائع السماوية من توراة وإنجيل، وغيرها من الكتب، فالقرآن نزل ليفرق بين الحق الذي جاءت به الكتب السابقة، وبين الباطل الذي أضافه أولئك الذي ائتمنوا عليها.
إذا لم تجد لك حاقداً فاعلم أنّك إنسان فاشل.
لا يقلق من كان له أب، فكيف يقلق من كان له رب؟
إلهي إنّ متَّكلي عليك وأمري إن ضاق فوضته ربي إليك.
إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل.
لا تطول معركة بين حق وباطل لأنّ الباطل دائماً زهوقاً.
اللهم إني أسألك أن تبسط لساني بشكر النعمة منك.
والصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مرتبة من مراتب الإيمان، ومرحلة من مراحل اليقين في نفس المؤمن، وهي بداية وعتبة يتلوها مراحل أخرى، ومراق حسب قوة الإيمان.
الإنسان الذي يستعلي بالأسباب سيأتي وقت لا تعطيه الأسباب.
لو يعلم الظالم ما أعده الله للمظلوم لبخل الظالم على المظلوم بظلمه له.
الهدى يتطلب هادياً ومهدياً، وغاية تريد أن تحققه. فإذا لم يكن هناك غاية أو هدف فلا معنى لوجود الهدى لأنك لا تريد أن تصل إلى شيء.. وبالتالي لا تريد من أحد أن يدلك على طريق.. إذن لا بُد أن نوجد الغاية أولاً ثم نبحث عمن يوصلنا إليها.
القرآن الكريم كتاب يبصرنا بقضية القمة في العقيدة وهي أنه لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، وهو بهذا يخرج الناس من الظلمات إلى النور.
إياك أن تظن أن الأمية عَيْب في رسول الله، فإنْ كانت عيباً في غيره، فهي فيه شرف؛ لأن معنى أمي يعني على فطرته كما ولدتْه أمه، لم يتعلم شيئاً من أحد، وكذلك رسول الله لم يتعلَّم من الخَلْق، إنما تعلم من الخالق فعلَتْ مرتبةُ علمه عن الخَلْق.
مُهِمة هذا الكتاب – القرآن الكريم – هي أن يخرج الناس من ظلمات الجهل والكفر والشرك إلى نور الإيمان، لأن كل كافر مشرك تحيط به ظلمات، يرى الآيات فلا يبصرها، ويعرف أن هناك حسابا وآخرة ولكنه ينكرهما، ولا يرى إلا الحياة الدنيا القصيرة غير المأمونة في كل شيء، في العمر والرزق والمتعة، ولو تطلع إلى نور الإيمان، لرأى الآخرة وما فيها من نعيم أبدي ولَعَمِلَ من أجلها، ولكن لأنه تحيط به الظلمات لا يرى.. والطريقُ لأن يرى هو هذا الكتاب، لأنه يخرج الناس إذا قرأوه من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الحقيقة واليقين.