في هدوء المساء، تتهادى الأرواح نحو السكينة، ويغدو الشعر مرآة لمشاعر تتقاطع بين الحنين والطمأنينة. لطالما تغنى الشعراء بجمال المساء، مستلهمين من سكونه صورًا شعرية تنبض دفئًا وتأملاً. في هذا المقال، نستعرض باقة من أجمل اقتباسات قيلت في شعر عن المساء، حيث يلتقي الإبداع اللغوي بروعة اللحظات المسائية. رحلة نغوص فيها بين أبيات تُجسّد عذوبة الليل وهمسات الغروب.
مساءُ الخيرِ يا قَمراً عَلى آفاقِنا يَظهرْ مساءُ الخيرِ يا أحلَى مِن الدُّرَّاقِ والسُّكرْ ويا أغلى مِن اليَاقوتِ والمُرجانِ والأصْفَرْ ويا مَن فوقَ أهدابِي وبينَ جَوانِحي تَسهرْ أنامُ السَّحرَ في عَينيكِ أمْ في هُدبِها أُبحِرْ مساءُ الخيرِ يا زَهراً يُلوِّنُ دَربِي الأخضَرْ مساءُ الندِّ والأطيابِ والكافورِ والعَنبرْ مساءُ الشَّوق والأنغاِم والأشعارِ والمزهرْ فأنتِ مِن السَّنا أبهَى وأنتِ مِن الشَّذا أعطَرْ وأنتِ على مَرايا اللَّيلِ تِمثالٌ مِن المَرْمَرْ يُطلُّ الكُحلُ مِن عَينيكِ يَغرقُ طَرفُكِ الأحوَرْ مساءُ الشِّعرِ يا نَغماً عَلى قيثارَتِي يَسحَر
بربِّ الهَوى يا شَمسُ لا تَتَعجلي لَعلِي أرَاها قَبلَ سَاعِ التَّرحُلِ سَريتِ فأفُقُ الغَربِ يقلُكِ باسماً طَروباً وأفقُ الشَّرقِ بَادي التَّذلُلِ كأنَّ السَّنَا إذ فارقَ الأرضَ واعتَلَى رُؤوسَ الرَّوابِي والنَّخيلِ المسبلِ أحاسيسٌ أخفَاهَا الفُؤادُ وصَانَها زَمَانا ففاضَتْ مِن عيونٍ ومُقَلِ كأنى به لما يمد جناحه يمد لأكباد الورى حد فيصل ألا لَيتَ عُمرَ اليَوم يَزدادُ سَاعةً ليزدادَ عُمرُ الوَصلِ نَظرةَ مُعجلِ قِفي كَستنائيِة الخَصلات مَعي في صَلاةِ المسَا التَّائبة نَرَ اللَّيلَ يَرصفُ نَجماته عَلى كَتف القَريةِ الرَّاهِبة ويَرسمُ فوقَ قَراميدها شَريطاً مِن الصُّور الخالبة قِفي وانظُري ما أحَبَّ ذُرانا وأسْخى أنامِلها الواهِبة مَواويلٌ تَلمسُ سَقفَ بلادي وتَرسو على الأنجمِ الغَارِبة على كَرزِ الأفقِ قَامَ المَساءُ يعلِّقُ لوحاته الشَّاحِبة وتشرين شَهر مَواعيدنا يلوح بالديم السَّاكِبة بَيادرُ كانت مَع الصَّيف ملأى تُنادِي عَصافيرها الهاربةْ وفضلاتُ قشٍ وعطرٌ وجيعٌ وصَوتُ سُنُونُوَّةٍ ذَاهبةْ شُحوبٌ، شُحوبٌ عَلى مَدِّ عيني وشَمسٌ كأمنيةٍ خَائبةْ
ذَلك المَساء… مساءٌ بنافذةٍ مَفتوحة… بأريكةٍ طويلة وقهوةٍ تَعبقُ عَلى شَفتي مساءٌ مٍن ألَق، لأنَّكِ مُعلَّقة كَنجمَةْ عَلى صَدرهِ وعَلى صَدري كَصليبْ ذلكَ المساء… يعودُ إليَّ دَائماً يَدكُ كأنَّها الآنَ تَرتَعِشُ في يَدي، اندفاقُكِ المُفاجِئ عَلى رِمالي عُريك الَّذي سَال نَحوي، راحَ يَكسوني قِطعةً قِطعةْ يعبث بأشلائي ذَلك المساء…. انبعثَ في الهَواء دُخانُ روحي روحي الَّتي لامَستْ عَريكِ المَسلـَّط عليَّ كضوءِ منارةٍ بحرية مساءٌ بعيد… بشفَتين محمومَتين تُحيطانِ بقَلبي كَقِلادة مِن نَار قفي كستنائية الخصلات معي في صلاة المسا التائبة على كتف القرية الراهبة ويرسم فوق قراميدها قفي وانظري ما أحب ذرانا وأسخى أناملها الواهبة وترسو على الأنجم الغاربة على كرز الأفق قام المساء وتشرين شهر مواعيدنا يلوح بالديم الساكبه تنادي عصافيرها الهاربة وفضلات قشٍ وعطرٌ وجيعٌ شحوبٌ شحوبٌ على مد عيني وشمسٌ كأمنيةٍ خائبة بيادر كانت مع الصيف ملأى تنادي عصافيرها الهاربة وفضلات قشٍ وعطرٌ وجيعٌ وصوت سنونوةٍ ذاهبه شحوبٌ شحوبٌ على مد عيني وشمسٌ كأمنيةٍ خائبة
هي في المَساءِ وحيدةٌ، وأنا وَحيدٌ مِثلها بَيني وبَين شُموعِها في المَطعمِ الشَّتويِّ طاولتان فارغتان… لا شيءٌ يعكِّرُ صَمتَنا هي لا تَراني إذْ أرَاهَا… حينَ تَقطفُ وردةً مِن صَدرِها وأنا كَذلِك لا أراها إذ تَراني… حِينَ أرشفُ مِن نَبيذِي قُبلَةً